قصص

نشر في : 10-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-10 23:55:27

أحمد جمال أحمد

نتيجة لتغير المناخ، أصبحت منتجعات التزلج على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة أقل جاذبية في الشتاء بسبب تراجع كثافة الثلوج.

لهذه الأسباب ستبدأ منتجعات التزلج المختلفة التكيف مع الوضع الراهن، بتكييف منحدراتها على ارتفاعات منخفضة، بمساعدة مشروعات بدأت إعلان نفسها بوصفها متخصصة في تهيئة منتجعات التزلج لمرحلة ما بعد اختفاء الثلوج، ومنها مشروع Beyond Snow الذي يعمل على عشر مناطق تجريبية حاليا بإعدادها "لما بعد الثلوج".

وبحسب ما أفاد موقع "يورونيوز"، في قلب متنزه تريجلاف الوطني، يرى كليمن لانغوس، مدير مكتب السياحة في مدينة بوهينج بسلوفينيا، بأن عدد زوار منتجع التزلج المحلي ينخفض عامًا بعد عام بسبب تراجع كثافة الثلوج الناتج عن الاحترار العالمي.

وقال لانغوس آسفا: "كانت سياحة التزلج تمثل 35% من جميع زوارنا قبل 10 أو 15 عامًا، الآن أصبحت 18-20%".

ويهدف مشروع Beyond Snow الأوروبي، الذي تجري أعماله مع عدة مناطق في وقت واحد في أنحاء أوروبا، إلى مساعدة المناطق المنتمية لسلسلة جبال الألب في التغلب على اعتمادها على الثلوج، وتحقيق الاستدامة والتكيف بها للحفاظ على مستقبلها في صناعة سياحة التزلج.

ومنذ ثلاث سنوات، كلّف مركز EURAC البحثي، وعشرات الشركاء الآخرين، بتطوير استراتيجية لمساعدة المنتجعات على النجاة من العواقب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لتغير المناخ.

وأوضح فيليب كوراديني من مركز EURAC: "هدفنا هو تقديم الدعم بالبيانات والأدوات لتطوير استراتيجيات التكيف الخاصة".

بحيرة بوهينج في سلوفينيا بوصفها مثالا للمناطق الأوروبية المهددة بفقد هويتها مركز تزلج عالميا، تستقبل 250 ألف سائح سنويًا، معظمهم في الصيف، ويطل 22 منحدرًا على هذا المكان الساحر، وترحب بالمتزلجين على ارتفاعات تتراوح بين 1500 و1800 متر.. ولكن إلى متى؟

يعلق كليمن لانغوس على المستقبل المهدد لسياحة التزلج في المنطقة بقوله: "نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لتطوير مسارات المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات دون الإضرار بالمراعي كنوع من تغيير نمط استثمار المنطقة سياحيا بعيدا عن التزلج".

وأضاف لانغوس: "هناك ثلاث ركائز رئيسية يجب أن نضعها في الاعتبار عندما نتحدث عن تطوير المنطقة: الزراعة والسياحة وحماية البيئة".

وتعد بوهينج واحدة من المواقع التجريبية العشرة لمشروع Beyond Snow للتكيف لمرحلة ما بعد الثلوج.

وتستعد 10 مجتمعات من ست دول مطلة على جبال الألب (فرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وسويسرا وألمانيا والنمسا) للمستقبل من خلال مشاركة تجاربها في هذا الهدف، وفي فرنسا على سبيل المثال، يشارك منتجع ميتابييف في جورا في المشروع.

وأجرت المنتجعات مقابلات مع أصحاب المصلحة ونظمت ورشات عمل، وأجرت مسحًا سياحيًا لهم، بحسب ما أوضح فيليب كوراديني.

وعلى أساس كل هذه المعلومات، يخطط الباحثون في مركز EURAC حاليًا لوضع استراتيجيات انتقالية، لذلك فهم يطورون استراتيجية قائمة على المجتمع تركز ليس فقط على السياحة، ولكن أيضًا على قابلية العيش في المكان في المستقبل.

مع اختفاء الثلوج يختفي الناس أيضًا

التحول أيضًا في هوية المنطقة بغياب الثلوج، يعني مكافحة الهجرة الريفية، وفي إيطاليا، يغادر الشباب جبال كارنيا مع هجران الثلوج لمنتجع براديبوسكو الصغير، على ارتفاع 1100 متر، لأسباب مختلفة، منها تراجع فرص العمل التي كانت قائمة على سياحة التزلج هناك.

وتشعر مارغريتا مابيل كوستانتيني، 28 عامًا، باليأس من هذا الوضع، وهي تعمل أيضًا في مشروع  Beyond Snow، حيث قالت: "يحب الشباب منطقتهم ويريدون البقاء، لكن ليس لديهم أي آفاق، وفوق كل شيء، يحتاجون إلى وظائف هنا، في المنطقة، تمكنهم من العيش والتخطيط للمستقبل هنا".

ويشجع مشروع Beyond Snow، الذي تموله سياسة التماسك في الاتحاد الأوروبي بمبلغ 1.944.473 يورو من إجمالي 2.720.730 يورو، على تطوير الإمكانات المحلية.

والهدف هو أن يجد كل مجتمع كنزه الخاص، من أجل تقديم شيء جديد إلى السائحين.

وسيكشف Beyond Snow قريبًا عن أداة رقمية ستمكن المناطق المهددة من إعادة اختراع نفسها، وتقييم قدرتها على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وتقديم بدائل مستدامة.

وستكون الأداة متاحة مجانًا لصناع القرار في جبال الألب، على أمل التأثير في صناع السياسات.